Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

الصديق السي أحمد الرباطي في ذمة الله  -:- ذ. عبد الله بنان

أصدقائي الأعزاء, لن أخفيكم عمق الأثر الكبير الذي تركه في نفسي رحيل الصديق العزيز السي أحمد الرباطي تغمده الله برحمته وأسكنه جناته. هذا الرحيل والمفاجئ فاجعتنا وحزننا العميق, لم يترك لنا فرصة للقائه, لرؤيته, للسلام عليه, لتحيته ووداعه.

كان للسي أحمد الرباطي خصال عديدة وحميدة :

  • كان صادقا في قوله وفي فعله, وبجديته المعهودة إخلاصا لمبادئه, مما ميزه على غيره من تواضع وهو الكبير بالقيم التي حملها ومارسها في انسجام تام بين أصالته التي رضعها وهو يافع من تربة البلد وأحبائه ومحيطه العائلي والمجتمعي, وبين حداثيته التي بناها واكتسبها من خلال تكوينه العلمي والمعرفي, ومن خلال الممارسة العملية في معمعان الصراع السياسي والاجتماعي من موقع النضال الديمقراطي الشعبي في المهجر وبالوطن.
  • كان صبورا إلى حد كبير. بصبره تخطى العديد من الصعاب والمنعرجات خلال دراساته يافعا ثم شابا في الوطن والمهجر, وخلال حياته العملية.. لم تكن حياة صديقي سهلة, بل امتحان, إلي أن وصل إلى ما وصل إليه كما نعرفه جميعا. بل كانت استحقاقا بفضل ذكائه وصبره الكبير وبتضحياته وعرق جبينه. تلك الحياة المليئة بالمنعرجات والمنحنيات الصعبة التي مر منها في تجاربه المتعددة وتخطاها بنجاح كبير, هي التي أعطت المرحوم السي أحمد الرباطي الصبور والصلب والكريم الذي عرفناه كل من موقعه رفيقا أو صديقا أو جارا أو قريبا .... ...
  • لقد كان الرفيق والصديق السي أحمد مناضلا صلبا, ضحى إلي جانب رفاقه في المنظمة خلال العمل السري والشرعي من أجل الخبز والحرية والديمقراطية لشعبنا والكادحين . كان رجلا سخيا وكريما مع عائلته وأصدقائه ومع تنظيمه السياسي حيث أعطى الكثير من جهده ووقته وماله وفي صمت. ..
  • لنذكر رفاقي الأعزاء المعارك التي خاضها إلي جانب رفاقه بما أوتي من وقت ومال وامكانيات لوجستية من أجل استمرار جريدة أنوال, الجريدة المركزية لمنظمة العمل الديمقراطي الشعبي, دفاعا عن الشرعية والحد من آثار انشقاق ظالم كان المقدمة لإسكات صوت المنظمة.

عرفته مدينة الرباط من خلال المسؤوليات الحزبية والشعبية التي مارسها كعضو في اللجنة المركزية وككاتب عام لمنطقة الرباط لمنظمة العمل الديمقراطي الشعبي أو في تراب جماعة يعقوب المنصور في عز الصراع مع الدولة المستبدة وتدخلاتها في الحياة الحزبية من أجل إسكات الأصوات الحرة.

أتذكر الرفيق والصديق المرحوم السي أحمد ونحن في مكتب الشؤون العامة لولاية الرباط إبان معركة جريدة أنوال ونحن ندافع بالحجة والدليل على جريدتنا ومقرها ضدا على ما نسب إلينا من إساءة لملك الغير ظلما وزورا. كان نعم الرجل والمناضل المسؤول المدافع عن الحق وبثبات. كان ذلك تأكيدا لمواقفه إبان الصراع بين التيارين داخل المنظمة بمسؤولية عالية وثقة في النفس وفي المستقبل...

ماذا عساي أن أحكي من ذكريات كثيرة وجميلة جمعتنا, في لقاءاتنا, في أكلنا وشربنا, في السفر, في العمل, وفي نقاشاتنا, في الخاص والعام. كان صديقا حميما, يعرف أسرتي وبلدتي وسريرتي وأنا كذلك. سنوات عديدة من الرفقة والقرب والتضامن اللامشروط قضيناها معا.. افتقدته في السنوات الأخيرة بعدما طويت صفحة المنظمة, التي لم يستسغها. بل كانت صدمة قوية عليه كما حال العديد من الرفاق والأصدقاء حيث كانت المنظمة الحزب والبيت والعائلة. من هنا حصل ترتيب جديد في أولويات الرجل وكان محقا في ذلك, إضافة إلي فقدان عمله بالرباط والعمل بعيدا.

صديقي العزيز, سنفتقدك والى الأبد لكن سنبقى نذكرك طالما حيينا ومن خلال أبنائك أيمن وحسام سيستمر حضورك بيننا, بين العائلة والأصدقاء والرفاق. نم قرير العين رحمك الله وقد أبليت البلاء الحسن في ما قدمته من أعمال جيدة طيلة حياتك لوطنك وشعبك وأسرتك. لك محبتنا, وداعا صديقي العزيز. لأسرته الصغيرة وأصدقائه ورفاقه نقول عزاؤنا واحد.