Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

بعد غياب طويل،

سعيد وأنا أخربش هذا المخطوط، لأحكي لك ما تيسر من أحوال البلد،

وما انتثر من أوراق القبيلة وأطرافها.

لا شك أنك متابع لما يجري،

فأخبارنا تصلك تباعا من خلال الوافدين الى مقامكم الأزلي،

من رفاق ودعونا بدون سابق انذار،

ركبوا طريقا في اتجاه واحد، لا يقبل العودة الى الوراء كمياه الوديان وهي تتسابق الى مصاب البحر،

لملاقاتكم،

كما نفترض،

وأنتم على أبوابها أضواء تتراقص،

لاستقبال شظايا من وجودنا من برق الغمام،

ومعانقة شذرات من أشواقنا ومحبتنا من دموع الثُّكْل،

وزخات شهب من نار الفقد، وهي تمطر رمادا يطلي ما بيننا من جدار الأيام،

ليخفي وجودكم عن الأنظار،

لتأخذوا مكانكم في عالم النسيان، أو هكذا يظن ذلك الذي على بالكم،

متناسيا أن للنساء الحوامل دور مهيب في استمرار أواصر وجودكم بيننا، وهن ولادات مجددات الحياة.

اذا كان الطريق اليكم في اتجاه واحد،

فان طريق التراجعات عن المكاسب، أضحى في الاتجاهين،

كمنشار يقطع أوصال شجرة الكرامة التي سقاها شعبنا بالغالي والنفيس،

من عرقه، وجهده، ودمه، وبحياة شهدائه.

ربما ضايقتك رفيقي،

شهيد الحرية،

وأثقلت عليك بأخبار أوضاع البلد المملة،

حيث صار كقبيلة من عواجز فقدت القوة والشباب وما بقي من أمل في الحياة،

وهي ترمي بأطفالها وشبابها عرض البحر،

عن قصد أو بدونه،

ربما مؤشرات اليأس الأسود تملآ المكان.

تسألون عن الانسان وحقوقه، عن الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية،

تسألون ثم تسألون،

عن الغائب هنا، في هذا الوجود، وهو وجه آخر من العدم.

حرارة ناره أو نوره تخترق المكان،

كأن أصله وفصله من عدم.

وأنا أحكي لك رفيقي الغائب،

ما تيسر من أحوال البلد،

وما انتثر من أوراق القبيلة وما جز من أطرافها،

وما عم من سياسات رذيلة،

فتيه هناك، وتيه هنا،

الى أن اختفت ملامح الوطن الذي كان،

من انسان وعمران،

الى أن صارت الأشباح من تقوده.

----------------------------------------------

الى شهيد الحرية والكرامة، الرفيق عبدالسلام المودن