Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

1. لماذا يجب تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني؟ هذا عنوان لمقالة أو دراسة للأستاذ النقيب عبد الرحمان بنعمر. أدعو القارء الكريم أن يطلع عليها لأهميتها (1). بدل فيها الأستاذ مجهودا يشكر عليه للإجابة عن سؤال التطبيع مع دولة الصهاينة اعتمادا على ميثاق الأمم المتحدة والنظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية وميثاق الجامعة العربية، والقرارات الصادرة عن هذه الهَيْئات التي تدين الممارسات الاستيطانية والعدوانية لإسرائيل على أرض فلسطين وعلى الشعب الفلسطيني وعلى رأسها الجمعية العامة للأمم المتحدة. لقد صدرت هذه الدراسة سنة 2018.

الغريب في الأمر، أن كل القرارات المتخذة ضد دولة اسرائيل العضو بالأمم المتحدة لم تنفذ من طرف المنتظم الدولي منذ عشرات السنين الى اليوم، وربما لن تنفذ يوما. السؤال الذي يطرح نفسه، لماذا اتخذت الأمم المتحدة قرارات عديدة ضد اسرائيل وهي لا زالت متمادية في غيها ضد الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة من تحرير أرضه وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس؟ والى متى سينتهي هذا الاستعمار الاستيطاني؟ ربما هذا العجز للمنظمة الأممية دعا الفلسطينيون في البحث عن تسوية ما مع دولة الصهاينة. نحن تستعمل دولة الصهاينة عنوة، أما اليهود والديانة اليهودية لهم منا الاحترام كسائر الأديان والمتدينين. نتكلم عن دولة محددة تتحكم فيها الصهيونية وهي دولة اسرائيل. والصهيونية كحركة لها عقيدة هدفها الأساسي الاستيلاء على أكبر مساحة ممكنة من أرض فلسطين التاريخية. فالممارسة العملية لهذا الهدف وانزاله على أرض الواقع بالحديد والنار عبر سنين طويلة أدى حتماً وواقعيا إلى عملية تطهير عرقي وتهجير قسري للسكان الأصليين الفلسطينيين (2). لذا لا يتردد أي انسان عاقل بوصف الحركة الصهيونية حركة عنصرية، وبالتبعية فدولة الصهاينة دولة عنصرية.

2. نحن نرى في مغرب اليوم آراء مختلفة في التعاطي مع القضية الفلسطينية بعد اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء الغربية. فبيننا في المغرب من عمل على ترتيب في الأولويات، بين الوطني والقومي (تازة قبل غزة)، أو (غزة قبل تازة)، أو من يساوي بينهما على نفس القدر والأهمية (الصحراء المغربية وفلسطين). لقد جربت القيادة الفلسطينية أشكال عديدة من مشاريع التسوية مع الإسرائيليين سواء في عهد الراحل الزعيم التاريخي للقضية الفلسطينية ياسر عرفات، أو سواء في عهد الرئيس أبو مازن، لكن بدون جدوى، آخرها مشروع تسوية أوسلو. الثابت هو، من جهة، الاستيطان، ومزيد من العدوان والقتل والتهجير والاعتقال ضد المقاومة الفلسطينية ونشطائها، ومن جهة أخرى الجمود (statico) في ايجاد حل لهذه المعضلة (dilemme) الكبرى. انها معضلة قرنين متتاليين ق20 و ق21.

3.  ما العمل؟  للإجابة عن السؤال بجب معرفة، أولا الوضع الداخلي لفلسطين، شعبا وقوى سياسية واجتماعية وكيفية ادارة معركة التحرير، ثانيا معرفة حلفاء فلسطين وقوة دعمهم وتأثيرهم، وثالثا معرفة قوة الخصوم والأعداء ومخططاتهم:

 -اذا أردنا أن نتكلم عن ميزان القوى فهو مختل بالتأكيد لصالح دولة الصهاينة ويشكل كبير. فالفلسطينيون صاروا عزل، عربيا واسلاميا ودوليا.

- اذا أردنا أن نتكلم عن الوحدة الفلسطينية فحدث ولا حرج، كل طرف يغني ليلاه، الضفة والقطاع في واد، وغزة في واد، وبكلمة، هناك شلل بمنظمة التحرير الفلسطينية، مما يضعف قوة السلطة الفلسطينية، وقوة كلمتها وتحركاتها.

- اذا أردنا أن نتكلم عن التضامن العربي لم يبق منه الا الاسم.

-  اذا أردنا أن نتكلم عن التضامن الأممي، لقد صار ضعيفا بالمقارنة مع زمن الحرب الباردة.

كيف اذن سينال الشعب الفلسطيني حقه العادل في ظل هذا الوضع المتردي؟ الاعتراف بدولة الصهاينة صار واقعا، فنجد عددا من دول التعاون الخليجي، ودولة مصر، ودولة الاردن، ودولة موريتانيا، ودولة السودان، ودولة المغرب، وربما دولة السعودية حيث التعاون مع دولة الصهاينة في شتى مجلات قائم، فالاعتراف والتعاون حاصل ولا غبار عليه مع دولة الصهاينة. انهم دول عربية عديدة، ينتمون الى الجامعة العربية، ويعترفون بشرعية وجود دولة إسرائيل، والى جانبها دولة فلسطين "المحتملة".

ما العمل؟ العدو وحلفاؤه أمامك، والعرب كالبحر من وراءك؟

نحن لا نملك الا الكلمة والقلم للدفاع عن حق الفلسطينيين في الوجود وبناء دولتهم المستقلة بعدما أكل الاستعمار الاستيطاني جل أراضيهم. فالمطلوب في نظرنا، هو الواقعية الثورية كمنهج في التعاطي مع الموضوع، بلا إفراط في سقف المطالب القومية، ولا تفريط في الحق التاريخي والعادل للقضية الفلسطينية، بعيدا، من جهة، عن خطاب التضخم الأيديولوجي والجمل الثورية، ومن جهة أخرى، بعيدا عن خطاب الهزيمة المغلف بواقعية تبريرية. المطلوب هو اعمال العقل في ظرف صعب للغاية، من أجل اعادة بناء جبهة داخلية فلسطينية صلبة على أساس القواسم المشتركة للفاعليين الفلسطينيين من أجل تحرير الأرض وانصاف الشعب الفلسطيني من ويلات العدوان المستمر من صهاينة اسرائيل، كما العمل على إطلاق مبادرات شعبية عربية وأممية في دعم الشعب الفلسطيني.

المراجع

: (1) https://ifada.ma/articles-selectionnes/espace-ouvert-2709.html

 (2) https://interactive.aljazeera.com/aja/palestineremix/phone/zionism.html